فريق أبوظبي للمحيطات" يتصدر سباق فولفو للمحيطات بعد وصوله بالمرتبة الثانية في أوكلاند

أبوظبي، الإمارات العربية المتّحدة، 28 فبراير 2015: تمكّن "فريق أبوظبي للمحيطات"، الفريق المشارك في "سباق فولفو للمحيطات" والممّثل للعاصمة الإماراتية أبوظبي، من تحقيق نصر آخر يضاف إلى سجله في المرحلة الرابعة من سباق اليخوت حول العالم، والتي امتدت من الصين إلى نيوزيلندا بعد أن جاء اليخت الرائد "عزام" بالمرتبة الثانية، وحافظ على اعتلاءه المنصات بالتتويج لثماني مراتٍ متتالية.

وقد اجتاز الفريق الذي تدعمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ويرأسه الربّان البريطاني إيان ووكر، الحائز على ميداليتين فضّيتين أولمبيتين، خطّ نهاية المرحلة في أوكلاند عند الساعة 8:35 مساءاً من يوم السبت 28 فبراير (بالتوقيت المحلي)، بفارق أربع دقائق فقد من خصمه الاسباني "مابفري" الذين جاؤوا بالمرتبة الأولى للجولة الرابعة، وذلك بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الابحار وعلى مسافة تزيد عن 5000 ميلاً بحرياً، انطلاقاً من مدينة سانيا الصينية.

واستطاع "فريق أبوظبي للمحيطات" من التصدي لهجمات خصمه الصيني "دونج فينج" الذين وصلوا الى أوكلاند بالمرتبة الثالثة بعد الفريق بفارق أربعة دقائق فقط بشكل مكثف وحثيث، خلال المراحل الأخيرة للجولة المتوترة.

وبهذا النصر، عزز "فريق أبوظبي للمحيطات" من سجلّه في عدد مرات الوصول إلى منصة التتويج ، معادلاً فريق "دونج فينج" في عدد النقاط ضمن الترتيب العام في صدراة الفرق، مع العلم أن قوانين السباق تقضي بصدارة فريق أبوظبي للمحيطات من حيث فوزه بمراحل سباقات الميناء الداخلي الذي يقام في كل محطة توقف.

وحول المناسبة، قال ملاح الفريق سيمون فيشر، " كانت هذه الجولة من أصعب جولات الإبحار التي خضناها لغاية الآن، حيث كانت اليخوت الثلاثة المتصدرة للسباق على مقربة هائلة، قطعنا لـ: 5000 ميلاً بحرياً. ونود أن نبارك لفريق مابفري على فوزهم، ونحن سعداء بالوصول بالمرتبة الثانية. كان تنافسنا مع الفريق الصيني دونج فينج وشيك جدأً وأعترف اننا مسرورون بتقدمنا عليهم في مجمل نتائج السباق من خلال هذا النصر اليوم."

وقد حقق الفريق أداء متميزاً خلال المرحلة وكان الأكثر ثباتاً حيث حافظ على ترتيبه بين أول ثلاثة فرق إلا في ما ندر، وفي الساعات الأولى من فجر يوم 22 فبراير، تمكّن "فريق أبوظبي للمحيطات" من تصدّر الفرق، بعد مسافة قصيرة من عبوره خط الاستواء، للمرة الثالثة خلال السباق، حيث تفوّق بحارة ووكر على فريق "برونيل" الهولندي، الذي تصدّر المرحلة لفترة طويلة في وقت مبكّر، بفضل قرار تكتيكي شجاع بإتباع مسار متجه أكثر نحو الشمال حول القسم العلوي من الفلبين.

وقد كانت الفرق تهدد "فريق أبوظبي للمحيطات" في صدارته، ولكن بعد عدة ساعات، واجه القارب "عزام" ظروفاً ساكنة ومستقرة في منطقة حزام الركود الاستوائي، مما أدى إلى توقّفه، وأتاح المجال لفريقي "دونج فينج" و "مابفري" للإبحار حول تلك المنطقة، ولكن "فريق أبوظبي للمحيطات" استجاب لهذه المناورة بشكل فوري وانطلق مسرعاً ليفوّت الفرصة على الفريقين الصيني والإسباني بالعودة مجدداً وتجاوزهما بحيث لا يمكن للفريق مجاراتهما.  

ورغم ظروف السباق، التي كانت الأصعب حتى الآن، سنح الوقت للفريق في الترحيب بـ"الملك نيبتون" على متن القارب، الخط الذي يفصل بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، وذلك بعد فترة وجيزة من عبور خطّ الاستواء، في تقليد عريق يتّبعه البحارة حينما يجتازون لأول مرة هذا الخط.

وكان أليكس هيجبي، البحار الاحتياطي تحت سن الثلاثين، هو أول من قاسى التقاليد المصاحبة للمرور بـ"الملك نيبتون" ، حيث تعيّن عليه الخضوع لجلسة قصّ شعر غير احترافية من بقية أعضاء الفريق.

وفي الوقت الذي واصل فيه فريقا "دونج فينج" و"مابفري" تقدّمهما في الشرق، استمر "فريق أبوظبي للمحيطات" في تقدّمه بكل ثبات في مساره المتّجه نحو الغرب، لتهبّ رياح قوية واتته ووضعته في الصدارة في صراع محتدم مع الفريقين الآخرين، وذلك حين انتقل من منطقة حزام الركود الاستوائي إلى منطقة هبّت فيها رياح مستقرة شرقية، مع تبقي 1000 ميل تفصله عن خط النهاية في أوكلاند.

وحين تاه فريق "مابفري" باتجاه أقصى الشرق، وتراجع 10 أميال للخلف، وجد أعضاء فريقي "دونج فينج" و"أبوظبي للمحيطات" أنفسهم على مسافة لا تزيد عن ميل واحد عن بعضهم البعض، ليدخلا في صراع على نطاق قريب، في سباق كان أقرب للسباقات داخل الموانئ منه للسباقات قبالة الشواطئ.

ومع ذلك، لم يشعر أعضاء فريق أبوظبي للمحيطات بالندم، حيث قال ربان الفريق ايان ووكر، "خسارتنا أمام فريق مابفري لا تعني الكثير بالنسبة لنا، حيث ركزنا على التقدم على فريق دونج فينج لتسوية النقاط الكلية للسباق."

والجدير بالذكر أن اليخوت الثلاثة المتصدرة لنهاية المرحلة الرابعة استطاعوا رؤية بعضهم البعض بعد شروق الشمس خلال اليوم الأخير وعلى مسافة 500 ميلاً فقط حتى الوصول الى خط النهاية، بالرغم من قطعهم لأكثر من 5000 ميلاً بحرياً والعبور من نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، وهكذا بقيت اليخوت الثلاثة حتى نهاية المرحلة في مرفأ أوكلاند وابحارهم على مدار خليج هاوراكي.

وبينما ركز فريق أبوظبي للمحيطات على كل حركة قام بها فريق دونج فينج خلال الابحار ليلاً ليحافظ على صدارته ،استطاع فريق مابفري من التقدم والوصول الى خط النهاية حوالي الساعة 9:31 مساءاً بتوقيت نيوزلندا.

واختتم ايان ووكر قوله " نهاية المرحلة كانت مذهلة بالفعل حيث اندفعت اليخوت الثلاثة نحو المرفأ بقوة وبفارق ميلاً واحداً فقط. تصدرنا الآن في مجمل ترتيب سباق فولفو للمحيطات هو انعكاسٌ لاستراتيجتنا الناجحة لذلك سنحافظ عليها مع تقدم السباق أكثر وأكثر."

وسيحظى أعضاء فريق أبوظبي للمحيطات بقسطًا من الراحة خلال فترة سبعة أيام، بينما يخضع يخت "عزام" لصيانة كاملة قبل سباق الميناء الداخلى في أوكلاند، والمقرر انعقاده بتاريخ 14 مارس، وانطلاق الجولة الخامسة للسباق العالمي والمتجه الى مدينة إيتاجاي البرازيلية يوم 15 مارس 2015.