Note: For visitors of your site, this entry is only displayed for users with the preselected language Arabic (U.A.E.)/العربية (الإمارات العربية المتحدة) (ar-AE)
كانت آخر زيارة لي إلى الصين عام 2008، وخضت حينها تجربة رائعة في سباقات القوارب الشراعية من فئة "ليزر" ضمن دورة الألعاب الأولمبية. ومنحتني عودتي إلى هذا البلد مجدداً فرصة إلقاء نظرة على التقدم الذي أحرزته خلال السنوات الـ 4 الماضية سواء على الصعيد الشخصي أو الرياضي.
ويختلف عالمي اليوم كثيراً عن عالمي خلال تلك الفترة، فقد تخليت عن السباقات الفردية التي تستغرق ساعات معدودة لأتوجه إلى سباق جماعي أجوب فيه العالم على مدى 9 أشهر متواصلة من التحدي والمغامرة، وكل ذلك في تجربة فريدة ستترك في نفسي انطباعاً مذهلاً عن هذه المنافسة التي أخوضها مع مجموعة من أعتى البحارة وأكثرهم خبرة على مستوى العالم. وقد أتاح لي ذلك إمكانية اختبار روح العمل الجماعي والتعاون بطريقة لم أعهدها من قبل؛ فعندما كنت أشارك في سباقات القوارب الشراعية من طراز "ليزر"، كنت لوحدي دون أي مساعدة. أما الآن، فأنا مع 10 زملاء يمدّون لي يد العون وأتشارك معهم أفراح ومصاعب هذه الرحلة الأسطورية.
غادرنا ميناء سانيا الصيني لنمخر عباب المحيط على متن "عزّام" متوجهين إلى نيوزيلندا في الجولة الرابعة من السباق، والتي لا بد لنا من إحراز نتيجة جيّدة فيها لكي نحافظ على آمالنا باحتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى، فالنجاح هو الهدف الذي يصبو إليه الجميع في هذه الملحمة البحرية.
وتتسم هذه الجولة بشيء من الغرابة، فقد قرر المنظمون إطلاقها على مرحلتين نظراً للظروف الجوية السيئة؛ حيث قطعنا في المرحلة الأولى مسافة 40 ميل بحري بعد انطلاقنا من ميناء سانيا، واسترحنا خلال الليل لنواصل السباق صباح يوم الاثنين. وأنا أستطيع تفهّم هذا القرار جيداً، إذ من الأفضل للفرق المتنافسة أن تنتظر قليلاً ريثما تهدأ شدة الرياح الخطرة بهدف حماية القوارب والطواقم المشاركة من أي ضرر محتمل. وكما قال ملاحنا، فإن هذا السباق هو منافسة رياضية في نهاية المطاف وليس معركة حتى الموت.
وعلى أي حال، نحن سعداء لكوننا في أعالي المحيط مجدداً ولو أن الأيام القليلة الأولى من الجولة كانت صعبة إلى حد كبير. وقد تعرّض زميلنا ويد مورجان لإصابة في رأسه على متن المركب، ولكنه لحسن الحظ لم يتأذ كثيراً. إلا أن الحادثة بحد ذاتها جاءت لتذكرنا مجدداً بوجوب أخذ ما نقوم به على محمل الجد، والاستعداد على أكمل وجه لكل ما قد يباغتنا من حالات طارئة.
وليس لدينا فكرة حقيقية عما قد نواجهه خلال الأسابيع القادمة، فالطقس يتغير بشكل دائم. وكانت الجولة السابقة أسوأ جولة على الإطلاق في تاريخ السباق من حيث صعوبة الأحوال الجوية.
ويبدو أن هذه الجولة ستكون صعبة هي الأخرى، حيث أخذت الرياح تشتد مترافقةً مع ارتفاع في الأمواج كلما ابتعدنا أكثر عن جزيرة هاينان إلى درجة أصبحنا فيها عاجزين عن فعل أي شيء على متن المركب، ولم نعد نستطيع التحكم بالأشرعة أو دفة القيادة كما يجب.
واسمحوا لي أن أترككم الآن على أمل أن تحمل المدوّنة القادمة أخباراً أكثر إيجابية